الهداف المشرف العام
عدد الرسائل : 147 الموقع : بين السطور العمل/الترفيه : طالب العلم تاريخ التسجيل : 26/07/2007
| موضوع: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأحد يوليو 29, 2007 9:06 pm | |
| أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أسلم قويا ، و هاجر قويا ، و قتل قويا ، شمّر قميصه في اليقظة فجرّه في المنام ، أراد - صلى الله عليه و سلم - أن يدخل قصره في الجنة فذكر غيرته فلم يدخل .
انتقل من عمير الى عمر ، الى الفاروق ، الى امير المؤمنين .
إسلامه فتح هز مكة ، ووقف النصر على بوابة مدينة الإسلام مناديا (( ادخلوها بسلام آمنين ))
و هجرته نصر لانه هاجر متحديا شامخا ظاهرا ، و خلافته رحمة لانه اول الجائعين و المساكين و الزاهدين .
* شكرا لذاك الفذ ليت حياته * طالت و ليت سنينه احقابا*
وضع يمينه في يمين الرسول - صلى الله عليه و سلم - في دار الارقم ابن ابي الارقم ، فعز الاسلام ، وارتفعت الاعلام ، و انهزمت الاصنام ، و اندك الباطل ، و سحق الزيف ، و قمع الضلال ، و غربت شمس الزور .
و ضعها في يمين ابي بكر في سقيفة بني ساعدة ، فساد الامن ، و توطدت الخلافة ، و حسمت الفتنة ، كسر بسيف الشرع ظهر كسرى ، و قصر بالحق آمال قيصر ، و ارهق بكتائب الله هرقل .
اذا سمع الباطل ازبد و ارعد ، و تهدد ، و قام و قعد ، و انجز ما توعد ، و اذا سمع القرآن بكى و شكى و تململ و تزلزل .
كان عمر في جبين الدهر درة ، لانه قرع الظلم بالدرة ، فلله دره .
* حلف الزمان ليأتين بمثله * حنثت يمينك يا زمان فكفر *
خاف منه الشيطان و ارتعد لرؤيته الهرمزان ، و انتهت به دولة آل ساسان .
* أيا عمر الفاروق هل لك عودة * فان جيوش الروم تنهى و تأمر تناديك من شوق مآذن مكة * و تبكيك بدر يا حبيب و خيبر *
درته لله درها ، و ما ادراك ما هي : درة عمر لخفق رؤوس الضلال ، و ضرب اكتاف الظلمة الجهال ، و تاديب العمال .
قميص عمر مرقع تغير لونه بدم عمر يوم طعن ، فصاح لسان حال عمر : اذهبوا بقميصي ، و ائتوني بكفن فقد مللت الحياة .
طاش عقل صبيغ بن عسل بالترهات و فاش ، فاحضر عمر الدرة ، و خفقه حتى فقد وعيه ثم ايقظه و قال : كيف تجدك ؟ فصاح : اصبحنا و اصبح الملك لله .
* تشفى بسيفك داء الناكثين له * و تجعل الرمح تاج الفارس البطل *
طعن في الصلاة ، و مات في المحراب ، و دفن في الروضة :
* بنفسي ذاك الربع ما احسن الربى * و ما احسن المصطاف و المتربعا *
هدمت به قصور فارس لان بيته من طين ، و كسرت به سيوف رستم لان في يده درة ، و خلعت به تيجان آل كسرى لان قميصه مرقع. له ثلاث وقفات ، و ثلاث رؤى ،و ثلاث كلمات ، و طعن بثلاث طعنات .
و قفة يوم اسلم و يوم هاجر و يوم بايع الصديق ، و رؤيا القميص يجره في المنام ، و رؤيا قصره في الجنة ، و طعنة الشهادة و البطوبة و الانتصار .
تعرض للموت في كل مكان ، فما وجده الا في المحراب ، دوخ ملوك العالم فقتله عبد ، قتل ساجدا لان قاتله لم يسجد ابدا ، خرج اللبن الذي شربه يوم طعن ، لانه اكتفى بفضل ما شربه من لبن الرسول - صلى الله عليه و سلم - .
* في عروق الحب يسري دافقا * من دماء الجرح او دمع الحبيب *
يقول و هو يتنهد : يا ليتني كنت شجرة فأعضد ، فنال الشهادة في المسجد :
* وفاة قامت الدنيا تعزي * و ناح الدهر و اهتز الزمان *
وافق الوحي ، و خالف الهوى ، و تابع المعصوم ، و تلا الصديق ، و سبق الملوك ، و صحب العدل ، وجد في الامر ، و عزم على الرشد .
في الصلاة باكيا ، في المعركة غاضبا ، من الدنيا واجعا ، الى الآخرة ضاحكا ، الى الرعية قريبا .
عمر كالطائر الحذر لا يصاد بالشباك ، و لا يقع في الاشراك ، و لا يهبط على الاشواك .
لماح يقظ نبيه ، جاءته كنوز فارس و الروم ، فوزعها على القوم ، رفض الديباج لانه على منهاج ، لا يرى لبس الحرير ، و لا الجلوس على السرير ، و لا اكل الطرير ، لانه تلميذ البشير النذير ، ان وجد ضالا نصحه ، و ان عاند مكابر بطحه ، و ان انتشر ضلال فضحه .
سمع الوحي فقال : الله اكبر ، و قرقر بطنه من الجوع فقال : قرقر او لا تقرقر ، فبقر في سبيل الله بالخنجر ، طالت همته فقصر أمله ، و كبرت نيته فصغرت نفسه ، و اتسع فهمه فضاق وهمه ، و كان للظلم بالمرصاد ، فكم من ظالم قد صاد ، ظنه يقين ، لانه صحب الامين ، و ردد وراءه آمين .
قيل له الروم بالجيوش رموك ، فقال الموعد اليرموك ، اطلق كسرى الرصاص ، فكتب عليه القصاص ، و ارسل له سعد بن ابي وقاص :
* رمى بك الله ركنيها فحطمها * ولو رمى بك غير الله لم يصب *
جاع يوم الرمادة حتى شبعت الرعية ، و لبس المرقع حتى توشح الناس بالاقبية ، و قتل حتى تحيا الملة ، فلا تموت ابدا.
* جزى الله خيرا من امام و باركت * يد الله في ذاك الاديم الممزق*
هو باب دون الفتنة كسر ، فدخلت منه الطوائف ، كلما دخلت منه امة فاقت في الشر اختها ، اراد اهل الضلال العبث في الكتابة ، فضرب بينهم بسور له باب ، خرج من الدنيا فاطلت برأسها الخوارج ، و رفض العيش فاقبلت الرافضة ، و لقي قدره فعشعشت القدرية ، افترس فارس بسعد الفوارس ، و رمي الروم بخالد فطاش راميها ، و بعثر سجستان بالنعمان ، و ارغم هرقل و أنو شروان ، و جبى خزائنهما ، يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان .
قتل عمر و لكنه عاش ، و ارتحل لكنه اقام ، هو فينا في ضمائرنا ، في عروقنا ، في دمائنا ، في قلوبنا ، في عيوننا ، في الابطال ، في الرجال ، في الاطفال .
فكيف تذهب يا من حبه ابدا * في كل قلب و هل للحب من اجل *
عمر : الحزم عند ورود القلق ، و العزم مع طائف التردد ، و اقتناص الفرصة قبل ان تدبر ، قوي حتى تضعف صولة الباطل ، شديد حتى تلين قناة الزور ، صعب حتى تسهل طريق النجاح ، همه تحقيق العدل ، و رسوخ المساواة ، و حفظ لحقوق ، و كسر انف الانفة ، و قمع جولة الجبرةت ، عنده حكمة للقلوب ، و درة للاكتاف ، و سيف للرقاب ، طبت يا عمر حيا و طبت ميتا لبست جديدا و عثت حميدا ، و مت شهيدا . ----
كتبه شيخنا الحبيب
عائض بن عبد الله القرني ... | |
|